للعيون الواسعة جمال خاص، ولطالما تغنى بها الشعراء وشبهوها بعيون المها لاتساعها ونقاء بياضها، ورغم ذلك فليس كل اتساع للعين محمود!
عندما تتسع العين بصورة مبالغ فيها وتصبح جاحظة فقد لا تكون على قدر من الجمال، وإن حدث ذلك فجاة خلال فترة من حياة الفرد فقد يعني مشكلة صحية أصابت العين، مثل وجود أورام تضغط على العصب البصري، والسؤال هنا لمَ يندرج جحوظ العين ضمن أعراض ورم ضاغط على العصب البصري؟
العلاقة بين جحوظ العين و”أعراض ورم ضاغط على العصب البصري”
للعصب البصري دور شديد الأهمية في الرؤية، فهو بمثابة “مرسال” حيث ينقل الإشارات العصبية من العين إلى الدماغ؛ حتى تتضح للفرد هيئة وأبعاد الأشكال الموجودة أمامه.
ويتعرض العصب البصري -كغيره من أعضاء الجسم- إلى مخاطر متعددة، إحداها نمو ورم حوله يضغط عليه ويمنعه من أداء وظيفته.
وتختلف الأورام الضاغطة على العصب البصري، فهناك:
- أورام ثانوية: وهي أورام تظهر في أحد أعضاء الجسم، فإن لم تعالج في الوقت المناسب انتشرت إلى باقي الأعضاء، مثل الدماغ والعصب البصري، ومن أشهر هذه الأورام الأنواع التي تنمو في:
- الثدي.
- الرئة عند الرجال.
- أورام أولية: وهي أورام تظهر في العين أولًا، ومنها الورم الدبقي.
اقرا ايضا : تقوية العصب البصري
ما هو الورم الدبقي؟
الورم الدبقي من الأنواع بطيئة النمو ويظهر حول العصب، وبمرور الوقت يكبر حجمه ويضغط بشدة على العصب، ويكثر لدى الأطفال بالمقارنة مع البالغين.
الورم الدبقي سبب جحوظ العين
عندما ينمو الورم الدبقي يدفع العين -كنوع من الإزاحة- للخارج، الأمر الذي يبدو كما لو أن العين على وشك أن تخرج من مكانها.
جحوظ العين واحدة فقط من أعراض ورم ضاغط على العصب البصري
في الحقيقة لا تسبب أورام العصب البصري جحوظ العين فقط، فثمة العديد من التغيرات تطرأ على الجسم في إثر نموها، ومن أبرز هذه التغيرات:
- تبدل القدرة على الرؤية
من أبرز التغيرات التي تسببها الأورام الضاغطة على العصب البصري القدرة على الرؤية، فقد تسبب:
- ازدواجية الرؤية.
- ضبابيتها.
- زيادة الحساسية للضوء.
- فقدان البصر.
إضافة لذلك قد يُلاحظ تحرك العين بصورة غير طبيعية.
- مشكلات في الجهاز الهضمي
لأسباب غير معروفة حتى وقتنا هذا، قد تتضمن أعراض ورم ضاغط على العصب البصري تغيرات في عملية الهضم، فيشعر الفرد بالغثيان والرغبة في القيء بين الحين والآخر.
إلى هنا قد يتبادر إلى ذهن البعض أن جحوظ العين أهم أعراض ورم ضاغط على العصب البصري لكوننا قد خصصناه بالذكر وحده في البداية، والحقيقة غير ذلك فهو عرض محتمل ولا يمكن بناء التشخيص عليه لأنه يشترك بين أكثر من مرض.
اقرا ايضا : ضعف العصب البصري
جحوظ العين عرض يشترك بين أمراض عدة
عندما يُلاحظ على أحدهم جحوظ العينين فعادة يُنصح في البداية بزيارة طبيب مختص في أمراض الغدد الصماء، فالجحوظ عادة ما يرافق المشكلات الصحية التي تظهر في الغدة الدرقية، بالأخص مرض جريفز (مرض مناعي ينجم من مهاجمة الجهاز المناعي أنسجة العين).
بجانب ذلك توجد أسباب أخرى قد تؤدي إلى جحوظ العين، منها:
- التهابات العين.
- التعرض لبعض الجروح والإصابات.
- سرطان الدم.
- المياه الزرقاء.
بناءًا على ما سبق نستنتج أن الاعتماد على جحوظ العين لتشخيص أورام العصب البصري الضاغطة أمرًا غير صحيح، فما هي الطريقة المثلى لاكتشاف هذه المشكلة؟
اقرا ايضا : ما هو التهاب العصب البصري وعلاجه
التشخيص الطبي للكشف عن أعراض ورم ضاغط على العصب البصري
عندما تبدو عليك غالبية أعراض ورم ضاغط على العصب البصري أو كلها معًا، فمن الضروري أن تزور طبيب عيون، وذلك حتى يشخصك جيدًا.
ويعتمد التشخيص الطبي للعيون على عمل بعض الفحوصات، مثل:
- اختبارات الرؤية المختلفة، مثل فحص حدة البصر.
- الفحص السريري.
- الأشعة المقطعية.
- التصوير بالرنين المغناطيسي.
وتساعد هذه الفحوصات في معرفة مدى تأثير الأورام في العصب البصري وتحديد العلاج المناسب للمريض حتى يستعيد رؤيته وصحته في أقرب وقت ممكن.
وإلى هنا تنتهي مقالتنا عن الجحوظ وعلاقته بأورام العين، وخلاصة القول..
أن جحوظ العين لا علاقة له بالعيون الواسعة، فعادة ما يدل على مشكلة صحية يعانيها الفرد، وتوجد أسباب مختلفة تؤدي إليها منها الأورام الضاغطة على العصب البصري، وفي هذه الحالة يصاحبها أعراض تتعلق بالرؤية.
وعند ظهور أعراض ورم ضاغط على العصب البصري، ينبغي استشارة طبيب العيون على الفور لعلاج هذه المشكلة في أقرب وقت واستعادة الرؤية مرة أخرى.