الالتهاب القزحي أحد الالتهابات التي قد تصيب العين وتسبب إزعاجًا للمريض، دون أن يعرف ما سبب هذا الالتهاب أو كيف يجب التعامل معه.
في هذا المقال، سنشرح ببساطة ووضوح ما الالتهاب القزحي وما أسبابه وكيف تظهر أعراضه وما السبل المتاحة لعلاجه والوقاية منه.
ما هو الالتهاب القزحي؟
الالتهاب القزحي أحد أنواع الالتهابات التي تصيب القزحية -الجزء الملوّن في مقدمة العين والمسؤولة عن التحكم في كمية الضوء الداخلة- ويظهر غالبًا في الجزء الأمامي من العين بصورة مفاجئة أو قد يكون مزمنًا يتطور ببطء على مدى أسابيع أو أشهر، ويمكن أن يصيب عينًا واحدة فقط أو كلتا العينين معًا، وقد يؤثر في الرؤية بصورة ملحوظة إذا لم يُعالج بسرعة.
أسباب الالتهاب القزحي
في كثير من الحالات، يبقى سبب الالتهاب القزحي غير معروف ومع ذلك، هناك العديد من العوامل التي قد تلعب دوراً في حدوثه، منها:
- العدوى: فيروسات مثل الهربس أو البكتيريا مثل السل أو الزهري.
- أمراض المناعة الذاتية: مثل التهاب الفقار اللاصق وداء بهجت والساركويد.
- عوامل وراثية: وجود تغير في أحد الجينات يزيد من خطر الإصابة خاصة عند وجود أمراض مناعية مصاحبة.
- إصابات العين: إصابات مباشرة أو جروح أو حروق كيميائية أو بعد العمليات الجراحية.
- أدوية معينة: بعض المضادات الحيوية أو أدوية علاج هشاشة العظام قد تسبب التهاب القزحية كأثر جانبي نادر.
- عوامل أخرى: مثل التدخين وضعف الجهاز المناعي أو وجود اضطرابات مناعية.
أعراض التهاب القزحية
تظهر اعراض الالتهاب القزحي بصورة مفاجئة وغالبًا ما تشمل:
- ألم حاد في العين، خاصة عند التعرض للضوء.
- احمرار حول القزحية.
- ضعف في الرؤية.
- تغير في شكل أو حجم الحدقة.
- حساسية شديدة للضوء.
تزداد الأعراض سوءًا إذا أهمل المريض في العلاج، وقد تتطورالأعراض بسرعة إلى مضاعفات مثل:
- إعتام عدسة العين.
- ارتفاع ضغط العين.
- التورم داخل الشبكية.
- فقدان دائم للبصر.
إقرأ عن: تجربتي مع التهاب القزحية
كيفية تشخيص الالتهاب القزحي
يعتمد تشخيص التهاب القزحية على الفحص السريري الدقيق عند طبيب العيون، إذ يستخدم الطبيب المصباح الشقي لفحص العين وتحديد مدى الالتهاب، وقد يطلب فحوصات إضافية مثل تحاليل الدم أو الأشعات للكشف عن الأمراض المناعية أو المعدية المرتبطة بالتهاب القزحية.
سبل العلاج المتاحة
يعتمد علاج الالتهاب القزحي على السبب وشدة الأعراض، ويهدف إلى السيطرة على الالتهاب وتخفيف الألم ومنع حدوث المضاعفات ويشمل العلاج عادة:
- قطرات الكورتيزون (الستيرويدات) لتقليل الالتهاب وتُعطى غالباً على شكل قطرات أو في الحالات الشديدة على شكل أقراص أو حقن.
- قطرات موسعة للحدقة لمنع التصاقات القزحية وتخفيف الألم الناتج عن تقلص العضلات.
- مضادات حيوية أو فيروسية أو فطرية في حال وجود عدوى محددة.
- علاج السبب الأساسي مثل علاج الأمراض المناعية أو التوقف عن تناول الدواء المسبب للالتهاب.
في بعض الحالات المزمنة أو المتكررة، قد يحتاج المريض إلى علاج مناعي أو متابعة طويلة الأمد مع طبيب العيون المختص.
مدة علاج التهاب القزحية
تختلف مدة علاج التهاب القزحية حسب سبب الالتهاب وشدته ونوعه (حاد أو مزمن) على النحو الآتي:
- في الحالات البسيطة الناتجة عن إصابة أو عدوى بسيطة، غالبًا ما يتحسن الالتهاب خلال أسبوع إلى أسبوعين مع العلاج المناسب بالقطرات الستيرويدية وموسعات الحدقة.
- في الحالات المتكررة والمزمنة، إذا كان السبب مرتبطًا بأمراض مناعية أو كان الالتهاب مزمنًا، فقد يستمر العلاج لعدة أسابيع أو حتى أشهر، وقد يحتاج المريض إلى علاج طويل الأمد ومتابعة دورية مع الطبيب.
من المهم الالتزام بخطة العلاج وعدم إيقاف الأدوية إلا بعد استشارة الطبيب، لأن التوقف المبكر قد يؤدي إلى عودة الالتهاب أو حدوث مضاعفات خطيرة مثل التصاقات القزحية أو فقدان البصر كما ذكرنا في السابق.
الأسئلة الشائعة
فيما يلي مجموعة من أكثر الأسئلة التي يطرحها المرضى حول الالتهاب القزحي، مع إجابات مبسطة وواضحة تساعدك على فهم المرض بشكل أفضل:
كم يستمر التهاب قزحية العين؟
يستمر التهاب قزحية العين عادةً من أسبوعين إلى ستة أسابيع في الحالات الحادة، خاصةً عند بدء العلاج مبكرًا، أما في الحالات المزمنة أو المرتبطة بأمراض مناعية، فقد يمتد لفترات أطول تصل إلى عدة أشهر أو يتكرر بصورة دورية، وتعتمد مدة الالتهاب على سببه واستجابة المريض للعلاج، ويُعد الالتزام بالتعليمات الطبية والمتابعة الدورية عاملًا مهمًا لتقليل المدة ومنع المضاعفات.
هل الالتهاب القزحي مرض مناعي؟
الالتهاب القزحي ليس مرضًا مناعيًا بحد ذاته، لكنه غالبًا ما يكون مرتبطًا أو مصاحبًا لأمراض مناعية ذاتية مثل التهاب الفقار اللاصق وداء بهجت والذئبة الحمراء والتهاب المفاصل الصدفي أو الساركويد.
ما الفرق بين القزحية والقرنية؟
القزحية والقرنية هما جزءان مختلفان في العين، لكل منهما وظيفة محددة، فالقزحية هي الجزء الملوّن الذي يقع خلف القرنية، وتتحكم في حجم البؤبؤ لتنظيم كمية الضوء الداخلة، أما القرنية فهي الطبقة الشفافة الخارجية التي تغطي القزحية والبؤبؤ، وتلعب دورًا أساسيًا في تركيز الضوء على الشبكية.
خلاصة القول، الالتهاب القزحي من أمراض العين الخطيرة التي تتطلب التشخيص والعلاج السريع للحفاظ على البصر ومنع المضاعفات.
إذا كنت تعاني التهاب القزحية أو أي مشكلة في العين تؤثر في رؤيتك، فلا تتردد في زيارة مركز الخبراء لطب وجراحة العيون، نحن نمتلك فريقًا متخصصًا يقدم رعاية دقيقة وتشخيصًا متقدمًا وخطط علاج فعالة، لمساعدتك على استعادة راحة عينيك وحماية بصرك.