يُعد العصب البصري من أهم الأعصاب في جسم الإنسان، فهو المسؤول عن نقل صورة العين إلى الدماغ -أي أنه شرط ضروري لحدوث عملية الرؤية-، وبالتالي فإصابته بأي مشكلات قد تؤدي إلى اختلال الرؤية، يعتبر هذا المرض أحد أخطر أمراض العين. في هذا المقال سنتحدث عن التهاب العصب البصري أعراضه وعلاجه.
ما هو التهاب العصب البصري؟
يُعد التهاب العصب البصري من الأمراض النادرة نسبيًا، فهو يصيب نحو 6.8% من إجمالي مرضى الجهاز العصبي حسب دراسة نُشرت في مجلة علم الأعصاب، ويمثل العمى الجزئي أحد أخطر مضاعفاته، ومن النادر أن يسبب فقدان كامل للرؤية إلا إذا نتج عنه ضمور العصب البصري.
ويُصنف هذا المرض إلى عدة أنواع وفقًا لأسباب حدوثه، وعادة ما يقلق الناس بخصوص التهاب اعصاب البصر الفيروسي رغم أنه أقل الأنواع شيوعًا، وسنحاول أن نتحدث بمزيد من التفصيل عن أسباب هذا المرض.
اقرا ايضا : ما هو التهاب العصب البصري
أسباب التهاب العصب البصري
لا يوجد سبب محدد بعينه يؤدي إلى التهاب العصب البصري، ويَفترض الأطباء حاليًا أنه يحدث نتيجة خطأ من الجهاز المناعي -مثلما يحدث في مرض التصلب المتعدد المناعي- أدى إلى مهاجمته للمادة العازلة التي تغطي العصب البصري والتي تُعرف باسم “الميالين”، إلى جانب التعرض إلى إحدى أسباب التهاب اعصاب البصر الآتية:
- الإصابة ببعض أنواع العدوى إلى ما يُعرف باسم التهاب العصب البصري الفيروسي.
- التعرض لبعض أنواع السموم البيئية والكيميائية.
- العوامل الوراثية.
- بعض الأدوية لديها آثار جانبية مثل المضادات الحيوية تؤدي إلى التهاب العصب البصري.
- أورام الدماغ أو الإصابة المباشرة لأعصاب البصر.
أعراض التهاب العصب البصري
غالبًا ما تظهر أعراض التهاب العصب البصري في عين واحدة، وتشمل:
- الشعور بوخز في العين، يزداد مع تحريكها.
- رؤية مشوهة أو ضبابية.
- عجز في ملاحظة الألوان بدقة إذ تبدو باهتة وغير واضحة للمريض.
- صعوبة الرؤية بالعين المُصابة بدرجات مختلفة حسب شدة الحالة، ومن الصعب توقع مدة استمرار هذا الوضع، فقد يدوم بضع ساعات إلى عدة أسابيع أو شهور، وفي حالات نادرة قد يبقى دائمًا.
- فقدان الرؤية الجزئي، ويختلف عن الحالة السابقة إذ يقتصر ضعف البصر هنا على منطقة جزئية من العين مثل مركزها أو أطرافها.
- مشاهدة نقاط مضيئة تتحرك مع حركة العين.
تعرف على : تقوية العصب البصري
هل يُشفى التهاب العصب البصري من تلقاء نفسه؟
في أغلب الحالات يتحسن التهاب اعصاب البصر من تلقاء نفسه إذا اتبع المريض نظام حياة صحي، وتتراوح فترة الشفاء من شهرين إلى ثلاثة أشهر، ويمكن تسريع هذه المدة من خلال استشارة الطبيب واتباع تعليماته وإرشاداته.
تشخيص التهاب العصب البصري
قد يتعجل الفرد بتشخيص نفسه بعد ظهور بعض أعراض التهاب العصب البصري عليه، وفي الواقع قد تنشأ هذه الأعراض عن حالات طبية مختلفة لذلك لا مناص من زيارة طبيب العيون للحصول على تشخيص دقيق، وتشمل خطوات التشخيص ما يلي:
- فحص العين الروتيني للتحقق من مدى سلامة البصر.
- الفحص السريري، وفيه يوجه الطبيب ضوءًا ساطعًا إلى العين ليقيّم صحة أجزائها الداخلية.
- اختبار بؤبؤ العين من خلال تحريك مصباح ضوئي أمامه، فإن لم تقلص عنى ذلك وجود مشكلة في العين.
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، إذ يوفر صورًا مفصلة لأعضاء الجسم عن طريق موجات الراديو.
- اختبارات الدم للتأكد مما إذا كانت هناك عدوى أو أمراض المناعية تسبب التهاب اعصاب البصر.
علاج التهاب العصب البصري
يساعد علاج التهاب اعصاب البصر في تخفيف حدة الأعراض التي يعانيها المريض ويتمثل العلاج في تناول بعض الأدوية، مثل:
- الستيرويد إما عن طريق الفم أو من خلال الحقن الوريدي.
- أدوية تقاوم هجمات الجهاز المناعي على أنسجة الدماغ.
- الأدوية المضادة للعدوى في حالة التهاب العصب البصري الفيروسي.
وجدير بالذكر أن العلاج لا يلبث وقتًا طويلًا، إذ نادرًا ما يمتد إلى ستة أشهر دون أن يُشفى المريض.
اقرا المزيد عن : علاج التهاب العصب البصري
هل علاج التهاب البصري يتطلب الجراحة؟
أشرنا سابقًا إلى أن العصب البصري يشفى من تلقاء نفسه بمرور الوقت، رغم ذلك قد يشعر البعض أن الأعراض لا زالت تتزايد رغم الانتظام على العلاج، وفي هذه الحالة قد تكون هناك مشكلة أكبر تستدعي التدخل الجراحي، مثل:
- وجود ورم في المخ يضغط على العصب البصري.
- زيادة ضغط السائل الدماغي الشوكي.
- وجود كسور في الجمجمة.
وفي هذا الصدد يتضح لنا أن التهاب اعصاب البصر قد يكون عرضًا وليس مرضًا في بعض الحالات، حينها يمكن اللجوء إلى التدخل الجراحي لعلاج المشكلة الرئيسة ومن ثم الشفاء من الالتهاب.
بعد التعرف على التهاب العصب البصري أعراضه وعلاجه فسيكون من المفيد أن نقي أنفسنا من هذه الأعراض، عن طريق الحفاظ على نظام مناعي قوي من خلال تناول أطعمة صحية ومفيدة، وتفادي الأماكن المُلوثة تجنبًا للإصابة بالعدوى أو أي نوع من السموم.