رؤية الصور واضحة والتمييز بينها بسلاسة هي المهمة الأساسية للعصب البصري، إذ تتوارد الإشارات الكهربية بينه وبين المخ لإتمام هذه الوظيفة بإحكام، ولذلك عند حدوث التهاب في العصب البصري، يفقد المرء حدة النظر ويتدهور تمييزه للصور والألوان.
وعليه لا بد من علاج التهاب العصب البصري في مراحل مبكرة تفاديًا لتلفه الدائم، لذلك عزمنا في فقرات هذا المقال على تناول أساليب العلاج المختلفة وأهمية العلاج في مرحلة مبكرة من المرض.
اقرا ايضا : ما هو العصب البصري؟ وكيف اتأكد من سلامته؟
علاج التهاب العصب البصري
يحدث التهاب العصب البصري لأسباب عدة، ولذلك لا تنجح خطة العلاج على الإطلاق إلا بعد اكتشاف الطبيب لسبب الإصابة وعمل بروتوكول علاجي مُحكم للسيطرة عليه.
ولعل أشهر هذه الأسباب:
- مرض التصلب المتعدد، وهو أحد الأمراض المزمنة التي تصيب الأعصاب الموجودة بالمخ والنخاع الشوكي.
- ضغط العصب البصري نتيجة نمو بعض الأورام من حوله أو ارتشاح السوائل في المخ.
- العدوى بمختلف أنواعها: البكتيرية مثل مرض الزهري، أو الفيروسية مثل الجدري المائي وفيروس الهيربس وفيروس نقص المناعة البشرية.
- ضعف التروية الدموية إلى العصب البصري، ما يؤدي إلى تلف خلاياه وتوقفها عن العمل.
- أمراض المناعة الذاتية، مثل مرض الذئبة الحمراء.
- تناول بعض الأدوية بكثرة دون استشارة طبية، مثل أدوية علاج الالتهاب وعدم انتظام ضربات القلب والأدوية المضادة للسرطان وأدوية الملاريا.
- التدخين.
- الإصابة بمرض السكري، إذ يزيد من خطر تلف خلايا العصب البصري ويوقف استقبال وإرسال الإشارات الكهربية إلى المخ.
قبل البدء في علاج التهاب العصب البصري، يُرشح الطبيب مرضاه إلى عدة فحوصات مهمة لمعرفة السبب الرئيسي وراء الالتهاب ومن ثم يوجهه إلى العلاج المناسب له.
اقرا ايضا : ضمور العصب البصري
فحوصات عدة يلجأ إليها الطبيب قبل علاج العصب البصري الملتهب
تشمل أهم الفحوصات اللازمة قبل علاج التهاب العصب البصري ما يلي:
- الفحص السريري والتاريخ المرضي.
- فحص المصباح الشقي لتقييم استجابة حدقة العين للضوء المباشر.
- اختبار حدة البصر باستخدام مخطط الحروف على أبعاد مختلفة.
- فحص قدرة تمييز العين بين الألوان.
- التصوير بالأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي على المخ، إذ يكشفان بدقة عن وجود أي أورام تضغط على العصب البصري أو تغير في خلاياه.
- فحص المجال البصري.
- اختبارات البول أو الدم للكشف عن أي نوع من أنواع العدوى أو الأجسام المضادة في الجسم.
- أخذ عينة من السائل الشوكي لاختبار وجود أي نوع من العدوى أو التغيرات غير المحمودة بها.
وبالانتهاء من هذه الفحوصات، يمتلك الطبيب تصورًا كاملًا عن خطة علاج التهاب العصب البصري التي يرشح المريض لها.
مراحل علاج التهاب العصب البصري
تختلف مراحل علاج التهاب العصب البصري بين مريض وآخر، وبوجه عام تنقسم إلى شقين أساسيين هما:
حَقن الكورتيزون الوريدي
يُعد حَقن الكورتيزون خط الدفاع الأول الذي يستعين به الأطباء للسيطرة سريعًا على أعراض التهاب العصب البصري، وحماية العين من التدهور والتلف.
ويتضمن العلاج حَقن جرعة وريدية عالية من الكورتيزون في أول 3-5 أيام بعد تشخيص المريض بالالتهاب، وذلك للسيطرة على المرض سريعًا قبل تلف خلايا العصب البصري بصورة دائمة، وبعد ذلك يضطر الطبيب إلى تخفيف الجرعات تدريجيًا وإعطاء أقراص تتضمن نفس المادة عن طريق الفم ويستمر المريض في تناولها فترة أطول لمكافحة المرض نهائيًا.
علاج السبب الرئيسي وراء الالتهاب
- يكمن الاختلاف في علاج التهاب العصب البصري بين مريض وآخر في هذه المرحلة خصيصًا، إذ يلجأ فيها الطبيب إلى أساليب مختلفة حسب سبب الإصابة.
- فبالنسبة للمصابين بالعدوى، يُعالجهم الطبيب بكورسات مكثفة من المضادات الحيوية ومضادات الفيروسات.
- أما عن أصحاب الأمراض المناعية فقد يتبع الطبيب أسلوب حَقن البلازما لتثبيط جهازهم المناعي قليلًا، ومنعه من مهاجمة العصب البصري، بينما لأصحاب الأمراض المزمنة مثل مرض السكري، فتُعد مراجعة الطبيب -لإدارة نسبة السكر في الدم والحفاظ على معدلها الطبيعي- من الخطوات الضرورية لنجاح علاج التهاب العصب البصري.
- ونهاية لحديثنا عن علاج التهاب العصب البصري، نود التنويه إلى أن التدخل المبكر لعلاج المرض من شأنه أن يمنع تلف العصب بصورة نهائية ويحميك من فقدان البصر الدائم، لذلك ننصحك بزيارة الطبيب الفورية إذا شعرت بآلام شديدة في عينك مصحوبة بصداع وضعف في البصر.
- وما دون ذلك، فيجب عليك استشارة طبيب عيون متخصص عن مواعيد الفحص الدورية التي يجب على أي فرد معرفتها للحفاظ على صحة عينه بوجه عام.
ويمكنكم معرفة المزيد عن مدة علاج تلف العصب البصري ونسبة الشفاء منه من خلال استشارة أمهر أطباء وجراحي العيون بمركز الخبراء الطبي. بادر بحجز أقرب موعد الآن من خلال التواصل عبر الأرقام الموضحة في موقعنا الإلكتروني.