تجربتي مع عملية تثبيت القرنية

هل شُخصت للتو بمرض القرنية المخروطية عند ملاحظتك تغير قياسات النظارة لديك في فترات متقاربة؟ هل أخبرك الطبيب أنك من سعداء الحظ لتشخيصك بالمرض في مراحله المبكرة ورشحك للخضوع لعملية تثبيت القرنية؟ لا شك أنك في حيرة من أمرك كيف أنك من سعداء الحظ ومرضك لا يُعالج سوى بعملية جراحية! 

هذا ما نهتم بتوضيحه لك في فقرات مقالنا التالي بعنوان “تجربتي مع عملية تثبيت القرنية” إذ نصطحبك في جولة حول دور هذا الإجراء في علاج القرنية المخروطية ونسب نجاحه.

تجربتي مع عملية تثبيت القرنية ..  التشخيص المبكر ودوره في نجاح هذا الإجراء

يمنح تشخيص مرض القرنية المخروطية في مراحله المبكرة مرضاه فرصة في الحفاظ على مستوى نظرهم وجودته الحالية، إذ تكون القرنية على قدر بسيط من التحدب وأنسجتها بسمك مقبول ومن ثم تتحمل بعض الإجراءات العلاجية، وهذا عكس طبيعة هذا المرض تمامًا، فهو مرض سريع التطور، إذ تُصاب فيه القرنية بترقق شديد وضعف يمنعها عن الاحتفاظ بشكلها الطبيعي، وتستمر في التحدب لتصبح مخروطية الشكل، مما يتعارض مع انكسار الضوء خلالها ووضوح الرؤية.

إذًا، يأتي دور عملية تثبيت القرنية في هذه المرحلة، إذ تمنع تدهور المرض المستمر من خلال إحداثها لبعض التغيرات في نسيج القرنية. 

دور عملية تثبيت القرنية في وقف تدهور مرض القرنية المخروطية

في خطوات بسيطة تستطيع عملية التثبيت تقوية نسيج القرنية ومنعه من التحدب مرة أخرى، ومن ثم يحتفظ المريض بجودة النظر الموجودة لديه، لعل أهم هذه الخطوات:

  • إزالة النسيج الطلائي الذي يُغطي القرنية من الخارج.
  • وضع كمية محسوبة من قطرة الريبوفلافين الشهيرة على سطح القرنية.
  • تسليط قدر مُعين من الأشعة فوق البنفسجية على نسيج القدرة لفترة مُحددة يقرها جراح العيون.

ينجح المزج بين قطرات الريبوفلاين والأشعة فوق البنفسجية في تكوين روابط جديدة وقوية بين ألياف الكولاجين المُكونة لنسيج القرنية، ومن ثم تُصبح أكثر صلابة وقوة ولا يزداد تحدبها بعد العملية. 

تجربتي مع عملية تثبيت القرنية .. الضبابية والزغللة بعدها لا تثير القلق

قد تراود المريض حالة من الذعر والقلق عقب عملية تثبيت القرنية نتيجة حرقة العين والألم الذي يعانيه في الأيام الأولى بعد العملية، إضافة إلى الزغللة والضبابية الشديدة في الرؤية.

 ومن منبرنا هذا وددنا أن نطمئنكم أن هذه الأعراض طبيعية للغاية بعد عملية تثبيت القرنية، بل وتدل على سير عملية الالتئام على النحو الصحيح وتَكون روابط قوية بين ألياف الكولاجين، أي أنها من علامات نجاح العملية.

 لذا لا داعي للقلق إطلاقًا، فما عليكم سوى الالتزام بتعليمات ما بعد العملية وستُشفى هذه الأعراض تدريجيًا، ولعل أهم هذه التعليمات:

  • تجنب فرك العين تجنبًا لحدوث عدوى أو زيادة الالتهاب وتأخير عملية الالتئام.
  • ارتداء نظارات شمسية عند الخروج من المنزل نظرًا إلى حساسية العين للضوء في هذه المرحلة.
  • وضع القطرات المُرطبة والمضادة للالتهاب بالطريقة التي أوصى بها الطبيب وفي مواعيدها المحددة.
  • عدم ملامسة المياه أو المساحيق التجميلية للعين تجنبًا للالتهاب والعدوى.
  • تجنب القيام بمجهود بدني شاق أو الوجود في أماكن مليئة بالدخان أو الغبار.

إقرأ عن تجربتي مع عملية زراعة العدسات

نسبة نجاح عملية تثبيت القرنية والعوامل المؤثرة فيها

تُعد نسبة نجاح عملية تثبيت القرنية مُطمئنة للغاية إذ تتجاوز 97% في معظم الحالات، ورغم ذلك، يواجه المرضى نسب نجاح مختلفة لهذه العملية، إضافة إلى تضارب آرائهم حول رضاهم عن النتائج التي حصلوا عليها، ويرجع ذلك إلى تأثرها بعدة عوامل نتناولها تفصيلًا فيما يلي.

خبرة جراح العيون

تتطلب عملية تثبيت القرنية خبرة كبيرة ومهارة فريدة من قبل جراح العيون، فرغم بساطتها، فإنها تتطلب تقديرًا حكيمًا لكمية القطرات التي ستُستخدم في العملية والقوة اللازمة من الأشعة فوق البنفسجية لتقوية نسيج القرنية.

درجة تحدب القرنية المخروطية

كلما كانت درجة تحدب القرنية بسيطة وتمتع نسيج القرنية بسمك يناسب العملية، زاد ذلك من نسبة نجاحها وحصول المريض على النتائج التي يرغبها.

الحالة العامة للعين

نسبة نجاح عملية تثبيت القرنية وجودة النتائج التي يحصل عليها المريض لا تتوقف فقط على أداء خطوات العملية بأمان وجودة القرنية، ففي حال وجود مشكلات في أجزاء أخرى في العين، فلا شك أن ذلك يؤثر في نسبة النجاح وجودة الرؤية بعد العملية.

مدى التزام المريض بتعليمات ما بعد العملية

التزام المريض بتعليمات ما بعد العملية يُحفز الالتئام السريع لنسيج القرنية ويدعم عملية تكوين الروابط بين ألياف الكولاجين، على عكس التهاون الذي يوقع المريض في فخ المضاعفات ومن ثم تأخر النتائج.

إقرأ أيضاً: نصائح بعد عملية زراعة العدسات

شائعات وتساؤلات حول عملية تثبيت القرنية

بعدما تناولنا الحديث عن عملية تثبيت القرنية من ناحية الخطوات ونسب النجاح، نتطرق فيما يلي إلى بعض الادعاءات حول هذا الإجراء ومدى صحتها. 

“تجربتي مع عملية تثبيت القرنية كانت فاشلة فلم تُغنني عن ارتداء النظارات” .. هل حقيقي؟

في الحقيقة، لا يُعد الاستغناء عن النظارات الطبية من علامات نجاح عملية تثبيت القرنية، فهذا ليس الغرض من إجرائها من الأساس، بل يُرشح المرضى لهذا الإجراء من أجل الاحتفاظ بمستوى النظر لديهم على ما هو عليه ووقف تدهوره الشديد، والذي يُعد من السمات المميزة لمرض القرنية المخروطية.

وعليه يمكننا القول أن عملية تثبيت القرنية تساعدك على الاحتفاظ بقياسات نظاراتك الطبية الحالية لوقت طويل دون تغيير.

“نظري ازداد سوءًا بعد عملية تثبيت القرنية فهي علاج فاشل” 

دعونا نقول أن هذه من الاعتقادات الخاطئة لدى كثير من الخاضعين لعملية تثبيت القرنية، فتدهور النظر بعدها المتمثل في الضبابية والزغللة لا يشير إلى فشل العملية، وإنما هو جزء من عملية الالتئام والتعافي، وقد تستغرق العين بضعة أسابيع إلى شهور حتى تعود إلى وضعها الطبيعي، لذا لا داعي للقلق حيال ذلك. 

في ختام مقالنا “تجربتي مع عملية تثبيت القرنية” نستنتج أن هذا الإجراء هو فرصة ذهبية لجميع مرضى القرنية المخروطية لخلق مستقبل أفضل لأنفسهم.

مقالات ذات صله

لأن المعلومة الخاطئة قد تكلفك حياتك! .. اعرف كل ما يهمك عن صحة عينك من الخبراء.