تُعدّ عملية زراعة العين من الجراحات الدقيقة التي تُساعد على استعادة الرؤية الواضحة لدى المرضى الذين يعانون تلفًا في القرنية بسبب الإصابة بمرض القرنية المخروطية أو قروح القرنية، وخلالها تُستبدل تلك القرنية بأخرى سليمة من مُتبرع متوفى.
ورُغم أن الهدف الأساسي من هذه العملية هو تحسين مستوى الرؤية، يتساءل معظم المرضى عن شكل العين بعدها، فهي تمثل جزءًا مهمًا من جمال الوجه ومظهره.
كيف يبدو شكل العين بعد زراعة القرنية في الأيام الأولى؟ ومتى تعود إلى مظهرها الطبيعي؟ نتناول معًا إجابات هذه الأسئلة وأكثر خلال فقرات حديثنا التالي.
كيف يبدو شكل العين بعد زراعة القرنية في الأيام الأولى؟
خلال الأيام الأولى بعد العملية، تظهر العين حمراء نتيجة للتدخل الجراحي، كذلك قد تبدو الجفون متورمة قليلًا، وهو أمر شائع يحدث لجميع المرضى ويزول تدريجيًا مع استخدام بعض الأدوية، مثل مسكنات الألم والمضادات الحيوية.
شكل العين بعد التعافي من عملية زراعة القرنية
يبدأ شكل العين بعد زراعة القرنية في التحسن الواضح، إذ يختفي الاحمرار والتورم، وتستعيد العين مظهرها الطبيعي شيئًا فشيئًا مع تقدم فترة التعافي.
في هذه المرحلة، قد لا تزال هناك خطوطًا دقيقة، لكنها لا تكون مرئية بوضوح للآخرين، وعامةً تبلغ مدة نزع خيوط الجراحة في العين عدّة أشهر حسب نوع الغرز والإجراء الجراحي المُتبع.
إقرأ عن: التعافي بعد زراعة القرنية
متى يستعيد المريض مظهر العين الطبيعي ورؤيته الواضحة؟
تختلف مدة عودة مظهر العين الطبيعي والرؤية الواضحة من مريض لآخر بناءً على الإجراء الجراحي الذي خضع له كالآتي:
استبدال جزء من القرنية
في حال استبدال -ترقيع- جزء من القرنية، يستعيد المريض قدرته على الرؤية الواضحة سريعًا في غضون 3 أشهر.
الاستبدال الكلي للقرنية
إذا أُزيلت القرنية التالفة كاملًا وزُرِعَ مكانها أخرى سليمة، قد تطول مدة استقرار الرؤية قليلًا حتى تصل لعام كامل، لكن مظهر العين يعود إلى طبيعته خلال وقت أقصر، خاصةً إذا تجنب المريض الممنوعات بعد زراعة القرنية.
وخلال مدة التعافي أو بعدها، قد يجد فئة قليلة من المرضى تغيرًا في شكل القرنية يُرافقه عدد من الأعراض المزعجة بسبب حدوث بعض المضاعفات الخطيرة، فما هي؟
مُضاعفات قد تُغير شكل العين بعد زراعة القرنية
قد يُلاحظ بعض المرضى تغيرًا في شكل العين بعد زراعة القرنية، إذ تبدو حمراء اللون لمدة قد تصل لأكثر من بضعة أسابيع، ويصاحب ذلك العرض حساسية شديدة تجاه الضوء وتغيرات في مستوى الرؤية وألم في العين.
ويرجع السبب الرئيسي وراء ظهور تلك العلامات إلى رفض الجسم القرنية جرّاء مهاجمتها من قبل خلايا الجهاز المناعي، أو نتيجة لأحد المخاطر الصحية التالي ذكرها:
- العدوى.
- النزيف.
- مرض الجلوكوما نتيجة زيادة ضغط العين عن المعدل الطبيعي.
- انفصال الشبكية.
وللحد من حدوث تلك المخاطر، يجب على المرضى اتباع إرشادات ما بعد عملية زراعة القرنية.
الالتزام بالتعليمات يُعيد شكل العين بعد الزراعة إلى طبيعته
الالتزام بالتعليمات الموجهة خلال فترة النقاهة من عملية زراعة القرنية يُسهم في تعزيز التئام الجُرح وعودة العين إلى شكلها الطبيعي في أقرب وقت ممكن، ومن أهم هذه التعليمات ما يلي:
- وضع القطرات الموصوفة لمدة عام على الأقل بعد الجراحة أو مثلما يوصي الطبيب؛ للحد من حدوث الرفض.
- العودة إلى العمل بعد مرور بضعة أيام أو أسابيع، وإذا كان ينطوي على مهام شاقة، فيجب الانتظار وقتًا أطول.
- ارتداء ضمادة العين وفقًا للمدة المحددة.
- الالتزام بمواعيد المتابعة المقررة من أجل إزالة ضمادة العين والاطمئنان على صحة القرنية المزروعة.
- ارتداء النظارات الشمسية لفترة معينة، لحماية العين.
- تجنب فرك العين أو الضغط عليها، فقد يُلحق ذلك الضرر بالقرنية ويُؤخر عملية الشفاء.
الأسئلة الأكثر رواجًا حول عملية زراعة القرنية
الأسئلة التي تتردد في أذهان المرضى لا تقتصر فقط على “كيف يبدو شكل العين بعد زراعة القرنية؟”، فهناك عدّة تساؤلات أخرى تشمل ما يلي:
كيف أعرف أن عملية زراعة القرنية نجحت؟
يُمكن التعرف إلى نجاح العملية من خلال تحسن مستوى الرؤية واستقرارها وقبول الجسم للقرنية المزروعة دونَ رفض أو حدوث أي مضاعفات صحية أخرى.
ما الممنوعات بعد زراعة القرنية؟
من أبرز الممنوعات الواجب تجنبها بعد عملية زراعة القرنية ما يلي:
- فرك العين والضغط عليها.
- المجهود العنيف أو حمل الأوزان الثقيلة لفترة محددة.
- إهمال وضع القطرات في المواعيد المحددة.
متى تفشل زراعة القرنية؟
قد تفشل عملية الزراعة نتيجة رفض الجهاز المناعي للقرنية المزروعة، وتظهر علامات الفشل عادةً في صورة تدهور مفاجئ في الرؤية أو زيادة الاحمرار والألم في العين، وهنا يصبح التدخل الطبي ضرورة عاجلة.
وفي الختام،
يمر شكل العين بعد زراعة القرنية بعدة مراحل، تبدأ بالاحمرار والتورم في الأيام الأولى، ثمَّ تتحسن تدريجيًا مع مرور الوقت حتى تعود إلى مظهرها الطبيعي وتصير الرؤية أكثر وضوحًا، وذلك إذا التزم المريض بتعليمات الفريق الطبي الموجهة بعناية طوال مدة التعافي من العملية.